مسلمة مبدعة المدير
mms : مزاجي...^_^ : البلد...^_^ : عدد المساهمات : 132 نقاط : 342 السٌّمعَة : 5 تاريخ الميلاد : 09/05/1997 تاريخ التسجيل : 20/08/2012 العمر : 27 الموقع : اوراق الابداع العمل/الترفيه : التصميم و الارسم .^_^ المزاج...^_^ : سعيدة
بطاقة الشخصية samile you are beautiful:
| موضوع: الإسلام والإيمان والإحسان ... مراتب الدين الخميس نوفمبر 15, 2012 7:42 am | |
| الإسلام والإيمان والإحسان ... مراتب الدين إن الاختيار الأمثل للبشرية بين الأديان المنسوخة و المناهج البشرية الوضعية هو الإسلام والدليل قول الله تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام ) العمران (19) , فهذا هو ما اختاره الله للبشرية وهو الاختيار الأحسن والأكمل , وفي أية أخرى (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) العمران (85) , أي إن الإسلام هو المنهج الصحيح ومن أختاره فقد انحاز انحيازا كاملا وتحول من دين باطل أو نظريات وضعها البشر إلى الدين القويم الحق , والالتزام بتعاليم الإسلام هو سير على الصراط المستقيم نحو الجنة , ولا يكون ذلك إلا بقول لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ثم العمل بباقي الأركان من صلاة وصيام وزكاة وحج ومن ترك شيء من ذلك لا يكون المرء مسلما .
ففي الحديث عن عبدالله ابن عمر قال حدثني أبي عمر بن الخطاب قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال فأخبرني عن أمارتها قال : أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي يا عمر أتدري من السائل قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " رواه مسلم .
فهذا الحديث الجليل يصور الإسلام كالبيت الكبير الذي أحيط بأسوار عالية من كل اتجاه لا يمكن الدخول إليه عبر القفز من فوق الأسوار وله بوابة واحدة لا غيرها لمن أراد الدخول , ولا يسمح لك بالدخول حتى تنطق بالشهادتين , ثم إذا دخلت أصبحت في فناء البيت الإسلامي الكبير , والبيت مكون من ثلاث طوابق أما الطابق الأول فهو طابق أركان الإسلام وعلى من صار في فناء البيت فلا بد له أن يدخل إلى الدور الأول ليعمل في قاعات ذلك الطابق , ومنها قاعة الصلاة وقاعة الزكاة وقاعة الصوم وقاعة الحج , ثم من داوم على المحافظة على الدخول إلى تلك القاعات وحافظ على العمل فيها , فله أن يصعد إلى الطابق الثاني لكي يتبوأ منزلة أعلى في البيت الإسلامي الكبير , أي ليؤمن بالله أيمانا راسخا مفصلا وليس قولا باللسان مجملا , وعليه أن يعالج قلبه ويتعلق بالله تعلقا تاما , قال الله تعالى ( ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين( البقرة( 177 ) ، أي أن من كمال الإتباع هو الأيمان بالله واليوم الأخر والملائكة والكتاب والنبيين وزادت السنة الأيمان بالقدر خيره وشره .
والأيمان بالأمور الستة المذكروة في الحديث هي منزلة يتدرج المسلم في الصعود حتى يصل إليها ولا يحصل عليها بمجرد الدخول في الإسلام بل هذه الأمور من العبادات القلبية التي لها تعلق شديد بالغيب فلا يكفي أن تعرف هذه الأمور بل عليك أن تؤمن بها أيمانا صحيحا , لذلك ينكر الله على من أدعى الإيمان بلسانه بمجرد التلفظ بمعرفته بتلك الأمور قال الله تعالى , ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ( الحجرات (14 ) ، أي أن الإيمان ليس تلفظا ومعرفة بأسماء تلك الأمور بل هي عمل ويقين بما تؤمن به وتوكل على الله , وهذه المنزلة لا يصلها إنسان مفرط في أركان الإسلام من صلاة وزكاة وغيرها , فكيف يكون المؤمن مؤمنا بالله وهو يفعل ما يغضب الله من زنى وأكل ربا وغيرها من كبائر , فمن فعل ذلك فهو لا يخاف الله وليس في قلبه إيمان صحيح ولا توقير لربه ولا مهابة , فمن أجل ضعف إيمانه هو ينتهك حدود الله ويتعداها , وفي " الصحيحين " عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " وذلك بسبب أن الإيمان لم يتغلغل في قلبه ولم يتمكن .
فلا يتمكن المسلم من أن يرتقي بنفسه إلى سلم الأيمان قبل أن يتقوى بأركان الإسلام فتزيده أيمانا على إيمان في قلبه , فتكون للصلاة أثر في حياته لكثرة مداومته ومحافظته عليها فتنهاه عن الفحشاء والمنكر , ومن أدى الزكاة التي فرضت عليه فإنها تنهاه عن الربا وعن أكل مال اليتيم وأكل أموال الناس بالباطل وعن كل منكر يتعلق بالأموال , والصوم يذكره بالرحمة بالفقراء والمساكين فيعطف عليهم ويتصدق ليواسيهم والحج كذلك يذكره بالوقوف بين يدي الله في المحشر كما يقف في عرفة بين تلك الجموع الملبية , فإذا داومت الجوارح على فعل الطاعات وترك المنكرات أصبح مؤهلا للأيمان بالله على الوجه الكامل الذي يحبه الله ورسوله , وسلم قلبه من العقائد الفاسدة التي فيها تشبيه أو تمثيل أو تعطيل أو غيرها من منكرات .
إن المرتبة الأولى في الإسلام هي ترسيخ ركائز الإسلام قبل أن يدخل في قضايا الإيمان التي تصعب على الكثيرين فهمها فهما صحيحا , وإنما عليه الإيمان بها مجملا لا على التفصيل , وإنما ذلك على أهل العلم فهم الذين يطلبون التفصيل فيها لزيادة الفهم على الدليل من الكتاب والسنة الصحيحة , ولقد خاض في هذا الباب أقوام كثيرون لم يتمكنوا أصلا من تحقيق أركان الإسلام في أنفسهم حتى خرجوا من الإسلام بسبب تفريطهم , فلما ضيعوا أصول الدين تركهم الله يتيهون حتى سقطوا على وجوههم ومنهم فرقة القدرية والجبرية والمعتزلة والروافض وغيرهم كثير , فكان إيمانهم بالله وبأسمائه وصفاته ليس إيمانا على منهج السلف الصالح وكذلك إيمانهم بالقدر يخالف منهج أهل السنة والجماعة , فمسائل الإيمان يجب التوقف فيها على ما ورد من دليل من الكتاب والسنة الصحيحة وعلى ما بينه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثم على ما فهمه أصحابه الكرام الذين هم أطهر قلوبا وأحسن فهما وإتباعا وعملا ممن جاء بعدهم , وقد تركوا الخوض فيما لا دليل عليه , فيجب متابعتهم والتوقف وعدم الخوض في تلك المسائل وإلا ستقع في دوامة الكلام الذي لا نفع فيه ويضيع معه إيمانك .
وأنظر لأهل البدع والخرافات وهم يخوضون في الأمور الإيمانية الغيبية من غير دليل , وهم قبل ذلك مضيعون للصلاة فلا يؤتون بها صحيحة في أوقاتها وليس عندهم عناية كثيرة بها ومع كل هذا التضييع يريدون أن يوفقهم الله في القضايا الإيمانية التي هي غالبا يجب فيها التسليم والقبول من غير تشكيك لأنها من علم الغيب , وهذه الأمور لا يستطيع التسليم بها إلا من أسس بنيان راسخا في قلبه خاليا من الشك حتى يستطيع أن يحمل هذه الأثقال التي تزل بها الجبال , يقول الله تعالى (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) التوبة (109) , فكيف تؤمن أيمانا صحيحا بالقدر خيره وشره وكيف تؤمن بالبعث و بالمحشر وبالميزان وبالفصل بين الناس وبالصراط ودخول الجنة وغيرها من إيمانيات, وأنت متشكك حتى في حصولها , فهناك من أهل الشرك من يعتقد أن علي رضي الله عنه أنه هو الذي يحشر الناس وهو الذي يفصل في القضاء بين الناس والذي يقف على الصراط وغيرها من أمور من أمن بها على هذا الوجه أخرجته من بيت الإسلام ورمته خلف الأسوار .
أما المنزلة الثالثة في بناء الإسلام فهي درجة الإحسان " وهي أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " , وهذه مرتبة عالية ومنزلة رفيعة لا يصلها إلا المؤمن الذي ارتقى في مراتب الإيمان فيكون قد ترسخ إيمانه السليم في قلبه وخلى من كل شوائب عقدية تكدر عليه صفو إيمانه, قال الله تعالى (وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) لقمان (22), أي من جاهد نفسه وعالج قلبه بكثرة التقرب إلى الله بالعمل الصالح والاستسلام لأوامره فإن الله سيوصله إلى تلك المنزلة العالية والتي تعب من أجلها العاملون وجد في طلبها الصالحون ومن بلغها فقد استمسك بالعروة الوثقى أي أنه في مأمن من الله من تلاعب الشيطان , والعلماء هم أكثر من يطلبها بعد الأنبياء لكثرة معرفتهم بأسباب تحصيلها ولكنها لا تنال بسهولة لكثرة العقبات التي دونها , وفتن الدنيا هي الصارفة و من أشدها فتنة المال والرياسة فإن الله يمحص الناس بشهوات الدنيا فيتساقطون ويتباعدون عن تلك المنزلة وتتكشف رغباتهم ويزول اللبس عند من كان عنده أقل معرفة , ولا ينطلي أمر المفتونين إلا على جاهل .
إن المحسنين هم أبعد الناس عن كل فتنة لأنهم مستمسكين بالعروة الوثقى , وخاصة فتنة المال الحرام والتي يسوقها السلاطين والتجار وغيرهم لكسب ود أولائك العلماء فيشترون ذممهم وعلمهم , فترى الصالحين منهم لا يقبلون حتى مجالسة أهل الدنيا خشية أن يفتنوا وتضيع أخرتهم بدراهم معدودة , قال الله تعالى في بلوغ هذه المنزلة ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين ( المائدة (93 ) , فانظر كم يحتاج المسلم من إيمان وتقوى حتى يتدرج ليبلغ منزلة الإحسان وعليك بالتفكر في هذه الآية , فليست المنازل تدرك بالكلام ولا بالتشبه بالصالحين ولكنه قول باللسان وعمل بالجوارح وطلب من الله بقبول العمل واستشعار بمراقبة المولى عز وجل لك في كل حين وفي كل مكان , ولا بد من التدرج في الإيمان حتى تصل فلا تسبق منزلة التي تليها .
إن الإسلام هو أسم شامل لدرجات الدين الثلاث فمن دخل الإسلام فهو مسلم ولا بد أن يتربى على أركان الإسلام حتى يستقر الإسلام في قلبه ويلتزم بأوامره ونواهيه ولن يرتقي إلى درجة الإيمان وهو ما زال يخل بأوامر الدين ويتعدى حدود الله فمن فعل ذلك فليس هو بمؤمن , إنما هو مسلم عاصي ضعيف لم يتمكن من أن يمتثل لأوامر الله وينتهي عن نواهيه ومن صعد إلى درجة الإيمان ثم فعل كبيرة من كبائر الذنوب فإنه ينحط إلى أسفل ويعود لدرجة الإسلام حتى يترك تلك الكبيرة ويتوب منها , فالإيمان يزداد بالطاعات وينقص بالمعاصي والأعمال التي تزيد في الإيمان كثيرة وذكر في " الصحيحين " عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : الإيمان بضع وسبعون ، أو بضع وستون شعبة ، فأفضلها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان .
وقد يكون من المعاصي ما يكون مكفرا ويخرجك عن بيت الإسلام كالشرك بالله ودعاء الأموات والطواف بالقبور وغيرها من أعمال , فإنها تسلبك إيمانك وإسلامك فتحتاج للتوبة والإسلام من جديد حتى تدخل بيت الإسلام , فالإسلام عقائد وإيمان وحدود وطاعات واستسلام , وعلى المسلم إتباع ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم , قال الله تعالى (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ) المائدة (92) , فهل بعد هذه الآية من تحذير واضح للناس , والجواب ... كلا , نسأل الله أن يثبت الإيمان ويزينه في قلوبنا وأن يبلغنا منازل المحسنين ويحفظنا من كل فتنة ... والحمد لله رب العالمين . | |
|